شاهد حركات مكافحة التحرش تستعد لعيد الأضحى بأفكار مبتكرة
شاهد حركات مكافحة التحرش تستعد لعيد الأضحى بأفكار مبتكرة
ينتظر المصريون الأعياد والمناسبات السعيدة، حتى يستريحوا خلالها من تعب الحياة اليومية، والتوترات التي تملأ الشارع والمنزل وكل مناحي الحياة، ولكن للأسف فإن هذه المناسبات أيضا لم تعد تمر على المصريين كما يأملون، وتأتي المنغصات والأخبار الحزينة لتعكر عليهم صفو الفرحة التي ينتظرونها، ومن بين تلك الأمور التي باتت ملازمة للمناسبات والأعياد هي ظاهرة التحرش الجنسي المقيتة، والتي تعكس بشكل فاضح حجم الجهل وغياب الأخلاقيات والسلوك المنحرف داخل المجتمع.
“البديل” استطلعت استعدادات الحركات العاملة في مجال مكافحة التحرش الجنسي لتوفير شارع آمن للفتيات في العيد.
قال “حسن نصار” المنسق الإعلامي لحركة بصمة، إن الحركة تستعد لاستقال عيد الأضحى المبارك تحت شعار “عيد آمن” من خلال تنظيمها للمرة الثالثة علي التوالي دوريات أمنية ضد التحرش الجنسي في ثاني وثالث ورابع أيام عيد الأضحى المبارك لنعلن ميدان طلعت حرب والشوارع المتصلة به منطقة آمنة من التحرش الجنسي.
وأضاف أن الحركة تقوم بتنظيم دوريات أمنية فعالة مكونة من متطوعين مدربين لكي يتعاملوا مع حالات التحرش الجنسي التي تقع أثناء العيد، وهي وسيلة للردع المجتمعي من غير استخدام عنف أو بلطجة وعن طريق تسليم المتحرشين للشرطة.
وأشار إلى أن هذا العام سيتضمن فاعليات جديدة للحركة من خلال تواجد مجموعات التوعية وطرق الأبواب وكون مسئوليتها التفاعل مع المواطنين والمارة بالشارع عن طريق فتح حوارات بناءة عن ظاهرة التحرش الجنسي وأبعادها وخطورتها، وكيفية مواجهتها، وهذه المجموعات سيتم تدريبها على كيفية التفاوض وإقناع المارة بأهمية القضية.
وأعرب “فتحي فريد” مسئول المبادرات الشبابية بـ”شفت تحرش”، أن المبادرة تؤكد على استمرارها في مكافحة ورصد وتوثيق جرائم التحرش الجنسي ضد النساء والفتيات، والعمل على التوعية ونشر مفاهيم المساواة ونبذ العنف خلال أيام عيد الأضحى الأربعة بداية من يوم الثلاثاء الموافق 15 أكتوبر، وحتى يوم الجمعة 18 أكتوبر من عام 2013، مشددين على أننا لا نتعامل مع تلك الجرائم بشكل موسمي بل إن مناهضة جرائم العنف الجنسي بات خطراً يهدد كل فتاة وسيدة مصرية، ووجب مواجهته ومناهضته في كل وقت وفي أي مكان.
أضاف أن المطالبات بقانون ذو عقوبة تصاعدية يجرم كافة أشكال العنف ضد المرأة مازال مستمرا، بالإضافة لتعريف واضح لجريمة التحرش، ووضع عقوبات رادعة لمرتكبيها سواء في المواصلات العامة أو أماكن العمل أو داخل الأسرة، والتأكيد على أن مرتكبي جرائم التحرش الجنسي مرضى وجب معاقبتهم بالقانون، وإعادة تأهيلهم نفسياً، بالإضافة إلى تأهيل قوات الشرطة للتعامل مع النساء والفتيات المبلغات عن وقائع العنف والتحرش اللاتي يتعرضن لها.
وأشار إلى أن “شُفت تحرش” حددت خريطة تواجدها ميدانياً خلال الأيام الأربعة لعيد الأضحى، على أن تكون مواعيد التواجد من الساعة 12 ظهراً إلى 10 مساء، ويشتمل النطاق الجغرافي أهم البؤر والأماكن التي رصدنا فيها ارتفاع مؤشرات جرائم العنف الجنسي ضد النساء والفتيات خلال عيد الأضحى والفطر الماضيين، لتكون أمام سينما ميامي ومترو بشارع طلعت حرب، ومحيط عبد المنعم رياض والتحرير والكورنيش، ويرتدي جميع عضوات وأعضاء المبادرة تيشيرت رمادي اللون يحمل شعار المبادرة بالظهر والصدر ذو ياقة حمراء اللون.
وأكد أن المبادرة تقدم خدمة “سيارة الأمان” خلال عطلة عيد الأضحى، وتعتبر إحدى الوسائل التي تستخدمها المبادرة في حالات التحرش الجماعي، وحالات الإرهاب الجنسي، وتم إقرارها كوسيلة مساعده لفريق العمل منذ عيد الربيع الماضي (شم النسيم 2013).
بينما طالب “محمد حسين” منسق حملة “ضد التحرش” وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بالتأكيد بشدة على افرد الأمن المتواجدين في الشارع التدخل لمواجهة أي متحرش وعدم الاكتفاء بالنظر للمتحرشين وكأنهم يشاهدوا مسلسل درامي، وضرورة تواجد أفرد أمن على رصيف كل محطة مترو عند عربة السيدات منعا لدخول الشباب العربة، فضلا عن انتشار أفراد الأمن داخل الحدائق العامة لأنها الأكثر جذبا لحالات التحرش الجنسي خاصة بين المراهقين، ومعاقبة كل متحرش من خلال حجزه في القسم وتطبيق القانون بحزم.
وقال “محمد سعيد” المتحدث الإعلامي لمبادرة “كما تدين تدان”، إن الحملة تستهدف مكافحة التحرش الجنسي في شوارع مصر، من خلال مجموعة من الشباب المتطوعين الساعين لتغيير الظواهر السلبية في البلد، وتم اختيار ظاهرة التحرش باعتبارها أحد أهم المشكلات التي تواجه المجتمع المصري، وتعرض الفتيات لمخاطر تودي بحياتهن في بعض الأحيان.
وأضاف أن الحملة تتخذ من حديقة الفسطاط بالمنيل مقرا لها هذا العام لمواجهة التحرش الجنسي في عيد الأضحى، حيث تعتبر من أكثر الحدائق التي تشهد تحرش جماعي يصل إلى اغتصاب علني للفتيات من مجموعة من الذكور المراهقين الذين لم يبلغوا الـ15عاما، من خلال التواجد في أول وثاني أيام العيد من الساعة الثانية ظهرا إلى السادسة مساء، والتعامل مع المتحرشين بشكل سلمي وتسليمهم إلى قسم الشرطة.
وأشار إلى تدريب المتطوعين المشاركين في الحملة في نفس المكان بالحديقة ليكون التدريب أكثر واقعية على كيفية التعامل مع المتحرش مهما كانت فئته الاجتماعية، وأسلوب التعامل مع حوادث التحرش الجماعي، ووضع الخطة الميدانية لفاعلية العيد وكيفية تطبيقها على أرض الواقع وتدريبعلى الدفاع عن النفس مع مدرب “الايكيدو” مصطفي فتحي.
بينما تتبع بعد المبادرات الأخرى أسلوبا مختلفا في التعامل مع المتحرشين، حيث تقوم حركة “التحرش بالمتحرشين” بالتعامل مع المتحرش والمعاكس والأطفال المتحرشين أو المعاكسين بطرق مختلفة، فمنها من يقوم برش “اسبراي” على ظهر المتحرش مكتوب به “أنا متحرش”، بالإضافة إلى الرش علي وجهه بالاسبراي وفي حالة استخدام المتحرش للعنف يتم استخدام العنف معه بدرجات، أما الشخص المعاكس يتم تحذيره بكلام شديد اللهجة فقط، والأطفال يتم تكديرهم لفترة طويلة ليشاهدوا متحرش آخر يتم الرش على ظهره ووجهه.
منقول:موقع البديل